الخميس، 18 أغسطس 2011

دعوة للتفاؤل

المتشائمون في الثورة المصرية كثر عددهم, وربما من ينظر للوهلة الأولى لمصر بعد مرور أكثر من ستة أشهر سينضم لفريق المتشائمين بامتياز؛ لعدة أسباب ليس آخرها غياب الرؤية وليس أولها التأخر في محاكمة رموز النظام السابق. وفي حل من ذكر بقية الأسباب -فما جئت هنا لأعدد أسباب التشاؤم- آثرت الانضمام لفريق المتفائلين -وهم قلة- ولي من الأسباب ما يدفعني لذلك؛

أولا: لأن حضور الشعب المصري في المشهد لم يسبق له مثيل ربما في تاريخ مصر منذ عهد مينا, والمتأمل الجيد للمشهد يستحيل عليه أن يخطيء ذلك الحضور. يكفي فقط أن نقارن بين ما كتبته كتب التاريخ عن ثورة يوليو 52 التي سُطر فيها أن عبدالناصر فعل أو الضباط الأحرار فعلوا..وبين ثورة يناير التي ستكتب عنها كتب التاريخ: أن الشعب المصري فعل. وهذا الحضور يستحيل معه الالتفاف على ما أرادته الثورة المصرية وتريده لمستقبلها.


ثانيا: كل الثورات في التاريخ التي غيرت نظاما بضربة واحدة استبدلت استبدادا بآخر وديكتاتورية بأختها, وليس أدل على ذلك من تجربة مصر في 52. بينما أن كل الثورات التي خلعت حاكما وناضلت من أجل بقية مطالبها نجحت في تحقيق تغييرات جذرية في بنية النظام, بل وتخلصت من عقد قديمة تراكمت مع الزمن داخل مكونات الفرد والمجتمع. وبالطبع لا أحتاج لذكر الثورة الفرنسية -على ما فيها من دموية- كمثال لهذا الأنموذج.


ثالثا: هناك سبب خارجي أراه مهما للغاية وهو أن الولايات المتحدة الأمريكية -التي أرتضت مصر التبعية الكاملة لها في الثلاثة عقود الماضية وإن شئنا الدقة الأربعة عقود الماضية- تترنح تحت وطأة الضربات الاقتصادية؛ وهو ما سيستتبع بالتأكيد انسحابا أمريكيا جزئيا من لعب دورها المكلف أو على الأقل تخفيف الضغط على مصر بإملاءات أقل ما توصف به أنها مهينة ومخزية. سامحه الله من كان السبب في تلك التبعية.


رابعا: لا يخلو المشهد الجاري في مصر من بعض الإضاءات التي وإن كانت قليلة فهي مؤشر في حد ذاتها أن القدر المتيقن من الثورة يؤكد أن مصر طلقت الماضي, فمن جهة أنه ليس في الإمكان أسوأ مما كان, ومن جهة أن المصريين استرجعوا كرامتهم السليبة, ومن جهة ثالثة أن الحالة الأمنية -على علتها- تتحسن. 


أخيرا: ليس مهما أن تخسر مصر بعضا من حلفائها الذين وطنوا أنفسهم على أن مصر هي مبارك وأن ابنه سيأتي من بعده ليسير على الدرب ومن سار على درب التبعية وصل للحضيض. المهم أن تدرك مصر أنها خلقت لتقود وأن شعوب العالم العربي كلها في انتظار الأم الرؤوم التي غُيبت عن أبنائها طويلا؛ لتستعيد ويستعيد معها المشرق كله بريق قوة أُنسيها عمدا وقسرا.

هناك 6 تعليقات:

  1. أرجـو الله أن
    يكون تفاؤلك
    وتفاؤل أصدقاء
    أخرين صحيحــــــاً

    ردحذف
  2. تحليل للمشهد جميل

    وان شاء الله الوطن العربي كله
    هيبقا قدوة للعالم في الحياة

    ردحذف
  3. norahaty

    إن شاء الله صحيح وسترين

    ردحذف
  4. شمس النهار

    الوطن العربي قدم نموذجا بدأ حتى الأعداء يحذون حذوه

    ردحذف
  5. مشكلتي أني أعرف ناس التشاؤم في اللي بيحصل بيجري في دمهم ودا بجد ساعات بيؤثر عليه
    بصراحة معظم الناس بتبقي عايز البناء يكون سهل زي الهدم..
    الهدم سهل لكن البناء مش سهل
    واللي بيعاني من سرطان بقاله 30 سنة مش معقول هنقوله اقوم امشي دلوقتي..!! ظلم له...
    لكن انا متفاؤلة جداا جداا
    ومتأكدة ان بكره هيكون احسن ان شاء الله

    ردحذف
  6. ياسمين

    أنصحك تبعدي عن المتشائمين دول
    وتعرفي ناس متفائلين زيي (:

    ردحذف

اكتب