الثلاثاء، 31 مايو 2011

قال لي صاحبي





-قال لي صاحبي وهو يحاورني: تلك يا صديقي مأساة كل من يترك نفسه للهوى..هل ظننت أنك ستنجو؟! كل من ذهب قبلك مع الريح (مع الاعتذار لمارجريت ميتشل) لم يعد إلا خاسرا!! غير مأسوف عليه.
-سألني (ولم ينتظر الإجابة): هل تظن أن قيس ابن الملوح مثلا كان ليكون سعيدا إن تزوج ليلى؟
-يجيب (كأني حيوان سلبندر) ليس يجلس معه: بالطبع لا!! فالحب الحقيقي (مع عدم الاعتذار لمصطفى كامل لأن صلاح فايز سبقه وكتب نفس الاسم) هو الذي لا يكلل بالزواج؛ ألم تقرأ قول نزار (عليه اللعنة): فالحب ليس رواية شرقية بختامها يتزوج الأبطال.
-أعطاني الفرصة أخيرا لأجيب: نعم قرأت ولكني أرى أن الحياة لا جدوى لها إن أنا تعذبت وفقط دون أن أنال ما أتمنى.
-فرد علي: أفضل ألف مرة أن تتعذب بحبك عن أن تتزوج من امرأة تظن -وكل الظن إثم- نفسك تحبها  ثم تكتشف أنك أحببت صورة في خيالك! وأن التي معك مجرد امرأة عادية لا فرق بينها وبين خالتي أم أحمد بائعة الكبدة على ناصية مستشفى المنيل الجامعي. أحسبك تعرف أسطورة النحات بيجماليون..أليس كذلك؟
-أجبته: أن نعم أعرفها, هو ذلك النحات الإغريقي الذي نحت تمثال (جالاتيا) وأودع فيه كل مهارته وخبرته ليخرج تمثالا هو أعظم ما نحت في حياته, ثم هو يدعو الآلهة أن تنفخ الروح في تمثاله؛ ففعلت..وإذاه يجد المرأة التي أمامه امرأة عادية جدا مثل كل النساء, بل إنها تخونه أيضا؛ فيعود ليستغيث بالآلهة أن تعيد له تمثاله كما كان؛ فقد كره المرأة وأحب التمثال.
-تهلل وجه صاحبي وهو يقول: مرحى, ها أنت تجيب على نفسك أصلحك الله..ماذا كنت ستكسب إن تزوجتها؟
-بعد حيرة قليلة أجيبه: ربما سأكون سعيدا أن حققت ما أردته
-يرد: لا والله؛ فالسر في الرحلة (مع الاعتذار لبابلو كويليو) والسعادة فيها, أما عند الوصول للمرفىء..فلا شىء هناك!! أحيلك مرة أخرى لنزار (رحمه الله) حين يقول: كلماتنا في الحب تقتل حبنا؛ إن الحروف تموت حين تقال. عذب نفسك يا صاحبي تفلح وردد قول المجنون (مع الاعتذار لشوقي): كم جئتُ ليلى بأسبابٍ ملفقةٍ؛ ما كان أكثر أسبابي وعلَّاتي,... ودونك الغاية. حاذر أن تقع في الشرك (بالفتح) لا (بالكسر). تعلم أن تنجو من الشرك (بالكسر) لا (بالفتح)..ردد مع الرافعي قوله: أحب التوحيد في ثلاث؛ الله والمبدأ والمرأة...ولكن لا تترك نفسك لهن أبدا.
 -أردد أنا على مسامعه قول أحمد بخيت (أكرمه الله بعد أن حصل فقط على المركز الثالث في أمير الشعراء, وهو الذي يستحق الأول بجدارة لا يصل إليها الجخ الذي حصد المركز الثاني (بالتصويت والتصويت فقط): صفقتُ حين أجدتِ تمثيل الهوى الآن دورك صفقي لقصائدي.


  
  

الجمعة، 20 مايو 2011

أوراق سندباد

أخيرا...طاوعتني أناملي وضغطت على زر الاتصال في هاتفي المحمول
قلبي يدق بعنف, مر أكثر من ثلاث سنوات منذ أن التقيتها لآخر مرة..تلك المرة التي كانت عنيفة لأقصى حد.
                                                                 ******************
-أنا لا أحبك..لا أعلم من أين وصلتك هذه الفكرة..لقد كنت واضحة من البداية, ولقد حاولت أن أفكر فيك بغير هذه الطريقة ولكني فشلت(قالت هي).قشعريرة باردة تجتاحني كما لو أنك صببت دلو ماء ممتلىء عن آخره على قفاي, ولكني حاولت أن أتماسك, فتشت في ذاكرتي عما يمكن أن أحتج به على هذا القول, ولكن المواقف تتفلت من عقالها, لا تستطيع ذاكرتي أن تستحضر أي موقف يدل على عكس ما تقوله هي. أه من حواء, فعلا إن كيدهن عظيم, لا يملك الرجل إلا أن يسلم لهن بعجزه. ندخل في جدل بيزنطي حول أخطائي التي ارتكبتها طوال معرفتي بها.
-لقد فعلت كذا وكذا وكذا  (تضيف). هي فعلا لا تحبني, لو أنها تحبني لما تذكرت كل هذه الأخطاء؛ فالمحب لا يرى عيوب من يحبه.
عموما ليس بعد الكفر ذنب..ولا حاجة أن أدافع عن نفسي؛ فلا يهم بعد أن قالت أنها لا تحمل مشاعرا تجاهي..أن تسلخ الشاة التي ذبحتها.أودعها بعد أن استقلت تاكسي بإشارة من يدي مع شبح ابتسامة ماتت بعد أن ذهبت وحل محلها قبضة باردة تعتصر قلبي.
هل حقا أنني كنت أتوهم طوال خمس سنوات؟!!! وهل حقا أن ما مر لم يكن إلا حب من طرف واحد؟!!!
جائز..فعصر المعجزات انتهى... إلا معي!!!..أنا فقط من يعتقد -ربما في الكون كله- أن المعجزات ما زالت تحدث.مرت الأيام بطيئة كسلحفاة, ثقيلة كقدم فيل يجثم على صدري؛ إلا أن نعمة النسيان لا يدركها إلا من ذاقها.عفوا لم أنساها...لقد نسيت فقط ألم التجربة, أما هي فلا أظن أنني سأنساها؛ نقل فؤادك حيث شئت من الهوى......
واتتني الجرأة أخيرا أن أطلب من صديقتنا المشتركة رقم هاتفها...ارتبكت جدا وهي تسألني عن السبب, تعللت ب.........لا شىء, لا أجيد الكذب..قال لي معيد يوما: هناك محترفو كذب, أنت لست منهم. واضح أني أكشف نفسي بسرعة..والله حاولت تعلم الكذب ولكني لم أستطع.وصديقتي أدركت إحراجي فأعطتني الرقم مع ابتسامة مكر خفيفة. يا الله لماذا فشلت في تعلم الكذب؟!!!!
                                                *********************
الهاتف يدق ويدق معه قلبي, لست أدري أيهما أعلى صوتا!!!!!
-ألو...صوت أجش يجيبني, ماذا؟ هل طلبت الرقم خطأ أم أعطتني صديقتي الرقم الخطأ؟ شبح الابتسامة التي ارتسمت على وجهها كان ينبىء بالشر...حيرة للحظات تمر كالدهر ولا أعرف كيف اتصرف.
-عفوا, يبدو أني اتصلت برقم على سبيل الخطأ (أجيب محدثي بعد أن قال ألو ثلاث مرات)
-ربما ليس خطأ..أنت بمن تتصل؟ (يجيبني هو)...نوع من الألفة يسري مع صوته فيشجعني
-أنا...أنا طالب رقم الدكتورة منى (أجيب)
-نعم أنت تطلب الرقم الصحيح, أنا والدها...ثواني أعطيها الهاتف..من نقول لها؟
-حازم....حازم عبدالغفار, مهندس زميلها منذ أيام الجامعة
-أه...أهلا وسهلا يا إبني
-أهلا بك يا عمي.
-ألو (هو صوتها الذي أعرفه جيدا ولكن أثر النوم بادي عليه)
-آسف لو أني اتصلت في وقت غير مناسب
-لا يهمك.
بداية مشجعة أن التليفون لن يغلق في وجهي.
-كيف حالك يا دكتور؟ (كما تعودت أن أناديها)
-بخير والحمد لله..كيف حالك أنت؟
-الحمد لله
لحظات صمت أقطعها بالاعتذار مرة أخرى عن سخافة اتصالي دون سابق استئذان..ما هذا الغباء؟! أليس الاتصال في حد ذاته استئذانا؟ ثم أين ذهبت الكلمات؟! في العادة يقول عني أصدقائي أنني يمكنني أن أتحدث لمدة ثلاث ساعات ودون توقف..بل يقولون عني أنني أولد الموضوعات ببساطة طقطقة الأصابع.
-أنا قلت أتصل لأطمئن عليك..فنحن أولا وأخيرا أصدقاء, أليس كذلك؟
أمنت هي على كلامي أن نعم وفقط.
-أنا أعتذر مرة ثالثة عن اتصالي والحمد لله أنك بخير..السلام عليكم
-وعليكم السلام
أغلق الهاتف ولكن قلبي لم يغلق معه. ما هذا الذي فعلته بنفسي..هل تريد يا حازم ان تنكأ جرحا قديما كان قد اندمل؟!!!!
لا يهم...يكفي أنني سمعت صوتها..أنا أحب العذاب -يبدو لي-  ولا أرى لحياتي طعما بدونه.
تمر الأيام وتخبرني صديقتي أن خطوبتها قد تمت على دكتور زميل, زواج صالونات كما أعتقد.
أستقبل الخبر بلامبالاة في بادىء الأمر...ولكن ما إن أهجع إلى فراشي ليلا حتى يأتيني العذاب من حيث لا أحتسب.أيامي كعادتها لا جديد فيها..تمر بطيئة وكئيبة..ويأتي النسيان ليطمس التجربة ولما يطمس الحب.
أنا الآن في ميدان التحرير...يوم جمعة النصر, الكل من حولي سعيد وفرح..مع أصدقائي ننتظر خطبة الجمعة للقرضاوي.
أستأذن من أصدقائي أن أذهب لأتوضأ خارج الميدان في مقر حزب العربي الناصري والذي تعودنا أن نذهب إليه طوال أيام الثورة.
في عودتي للميدان من مدخل طلعت حرب..أسير -وكعادتي عندما أفكر- لا أرى من حولي..حتى ولو أن عيوني في عيونهم.
ولكن....وأه من كلمة ولكن تلك..كم من الجرائم تأتي بعد كلمة ولكن...وكم من الأقوال التي تقلب معسول الكلام لقبيحه أو العكس!!! ولكني أنتبه فجأة لعينين تنظران باتجاهي مع بعض الحيرة..عينان أعرفهما جيدا, إلا أن ثلاث سنوات مضت..جعلت من وجهي يتغير بعض الشىء إلى جانب حلاقتي لرأسي كاملا جعل الحيرة تبدو منطقية. عندما أنتبه لهاتين العينين تجفلان, سريعا تدير هي رأسها وجسدها كله في اتجاه شخص يقف بجانبها, حتى لتكاد تدخل في أحضانه..أو هي فعلا صارت في أحضانه. كما عهدتها دائما..ذكية, لم أكن لأحب فتاة غبية ما حييت. تسرع هي بالحديث معه كي لا تعطيه انطباعا أن التفاتتها لعلة في نفسها, وتدير ظهرها لي أن ابتعد ولا تحرجني, هذا هو.
أفهم الإشارة جيدا, أظنني -وبعض الظن من حسن الفطن- ذكي, يدرك مثل هذه الإشارات.
أواصل سيري إلى داخل الميدان..يبتسم صديقي أحمد مع سؤاله لي لماذا تأخرت؟ (كم أحبه)
أجيبه: لا شيء...فقط لمحت شخصا كنت أعتقد أنني أعرفه, واتضح أنني كنت واهما.

                                                                (تمت)                

الخميس، 19 مايو 2011

؟؟؟؟؟؟؟؟؟

الناس كلها نازلة ميدان التحرير بكرة الجمعة
بس انا للأسف مش هقدر انزل لأني في بورسعيد عندي شغل
يا ريتني كنت معاهم 
هو إيه اللى بيحصل...كل الجماعة المتورطين في موقعة الجمل بيخرجوا واحد ورا التاني...وغير موقعة الجمل بيخرجوا!!!!
أنا خايف إن تكون موقعة الجمل دي محصلتش أصلا ونلاقي نفسنا زي دون كيخوته كنا بنحارب طواحين الهوا...ويمكن كمان الثورة نفسها محصلتش!!!!!!!

الأربعاء، 18 مايو 2011

من غير ليه



وترحل بعيد
خايف علي بحر الدفا .. ليلة شتا
يصبح جليد
خايف لبكرة يجينا .. ياخدنا من ليالينا
سكة عذاب .. تاه فيها أحباب
أحباب كتير قبلينا
**********
أحب عبدالوهاب
وأحب (مرسي) جميل عزيز ع الدور هههههه
لا بجد هو شاعر عظيم
أما عبدالوهاب فهو أسطوووووووووررررة

الثلاثاء، 17 مايو 2011

ركام



أقف على نفس الأرضية التي أنطلق منها دائما
أرضية ربما اهتزت من تحت أقدامي قليلا إلا أني لا أملك أن أغيرها
هو عقلي الذي يختار, واختيار المرء جزء من عقله كما قال السيوطي
أقف لأجمع شتات النفس, فأجدني أترنح تحت وطأة ضربات لم أكن أتوقعها
لكم تمنيت  لو كنت بلا بعض تجاربي في الحياة
ربما كنت ساعتها سأكون قد خسرت بعض ما أكسبتني إياه التجارب
ولكني إيضا كنت لأكون أكثر أريحية مني الآن
أقف ويمر أمام عيني شريط من الذكريات
لا أجده إلا بعض من ركام أضفت إليه ركاما
هل حقا أن الركام الذي يعلوني الآن ليس إلا هامش فوق صفحة العمر؟؟!!!!
سرعان ما أنفضه لأبدأ من جديد!!!!!
ولماذا تصيبني الحيرة دائما كلما فكرت في مستقبلي؟!!!
لماذا أنا انا؟؟؟!!!!
ولماذا لا تأتي النهاية سريعا لأستريح؟!!!!!
هل ما زالت هناك علامات في الطريق؟
لم أمر بها بعد, علامات ستغير خارطتي للأبد!!!!
وهل حقا أنني مختلف عن الآخرين؟!!!
أم أن هذا وهم صنعه عقلي المريض ليوحي إلي أن طريقي صحيح؟!!!!!
أعود لنفس الأرضية التي أنطلق منها وأزعم أن لا فكاك منها
دع عنك لومك يا هذا وعد لقراءة كتاب الأستاذ هيكل (ملفات السويس)
ربما تنسيك القراءة في السياسة أحاديث النفس ووساوسها

الاثنين، 16 مايو 2011

دعوة للفهم

الناس وقعوا بين أمرين . إما غارق حتى أذنيه في ما يأتيه من الغرب ويرى أن التقدم لا يأتي إلا باتباع الغرب حتى ولو دخلوا جحر ضب دخلوه وراءهم بل وذهب بعضهم (طه حسين في بداياته) إلى وجوب تعلم اليونانية القديمة واللاتينية كأصل للتقدم وليرجع الراغبون لكتابه (مستقبل الثقافة في مصر) .والصنف الآخر رفض كل ما يأتيه من الغرب حتى ولو استخدام منضدة المائدة للطعام .بل وشنع على الغرب وعلومه وما يأتي منه ....أما من يلتزمون المنهج الوسطي في الأمر فقد وقفوا موقفا وسطيا فأخذوا من الغرب وردوا وحاولوا أن يستفيدوا مما بين أيديهم لينتفعوا به في دنياهم التي قال عنها رسولهم أنهم أعلم بشئونها.........................
أما عن قضية المصطلحات فمصطلحات الطب والهندسة مثلا التي نستخدمها في حياتنا اليومية لم يقل عنها أحد انها لا يجوز استخدامها بدعوى أنها جاءت من الغرب ...فلماذا نتحرج في أن نأخذ مصطلحات مثل الليبرالية والاشتراكية والرأسمالية من الغرب والسلف الصالح قد فعلوا ذلك فمصطلحات مثل الفلسفة وعلم الكلام وغيرها هي ألفاظ لم تكن معروفة في صدر الإسلام بل إن مصطلحات مثل العقيدة والفقه بمعناها الاصطلاحي الذي نعرفه اليوم لم تكن تعني ما تعنيه عند الأوائل من الصحابة والتابعين وظلت إلى القرن الثالث الهجري لا تحمل مدلولاتها التي نعرفها اليوم. إلى أن جاءت المذاهب الأربعة وقعدت القواعد واتخذت المصطلحات التي يستخدمها كل متعلم لدينه اليوم دون تحرج.

السبت، 14 مايو 2011

توق


بغير التوقِ
نصبحُ سائلي النجوى
وما اسطاعوا.
تَضَنُّ مواكب المعنى 
إذا تُشْرَى
وإن باعوا.
بغيركِ حِنْطةٌ للقلب
لا شبعٌ
إذا جاعوا.
أموتُ.....
وعِشْقُنا جُبٌّ
عميقٌ غَورُه.....
القاعُ.

الثلاثاء، 10 مايو 2011

لك الله يا مصر

لا أدعي علما ببواطن الأمور, ولا فهما أكثر مما يفهمه الآخرون, ولكني أرى بكل وضوح أن هناك تصرفات غريبة لا تتفق مع طبيعة الشعب المصري المسالم. فأن يموت أكثر من إثني عشر شخصا في أحداث إمبابة الطائفية بكل بساطة هو أمر جلل. تعودنا سابقا أن يموت المصريون في حوادث الطرق أو العبارات أو القطارات, فليس غريبا أن المصريين الذين ماتوا في حوادث الطرق في عهد مبارك أكبر من كل أعداد المصريين الذين ماتوا في حروب مصر مجتمعة في القرن العشرين.
ولكن أن نموت في حوادث طائفية, فهذا هو الجديد..هذا ما يجب أن نتوقف عنده طويلا, حتى ولو كانت هناك أيادي خفية وراء الأمر, من فلول النظام السابق المدعومين من إسرائيل. يظل السؤال كيف يخرج المصريون بسماحتهم إلى ساحة القتل الطائفي بكل هذه الأعصاب الباردة. لكأني أرى صورة مصغرة من الحرب الأهلية اللبنانية. هل المقصود هو لبننة مصر؟!هل المقصود هو جعل مصر عراقا جديدا؟!!!
إن العارفين بمصر يعلمون جيدا أن نقطة الضعف الأكبر في التكوين المصري هي المسألة الطائفية, التي غذاها نظام حسني مبارك ومن قبله السادات..والكل يذكر تقرير العطيفي بعد أحداث الخانكة في السبعينيات, ذلك التقرير الذي ظل حبيس الأدراج لسنوات. والكل يذكر احداث الكشح ونجع حمادي وغيرها, وكيف تعامل النظام معها بمنطق أمني بحت. لم يسع مبارك في يوم من الأيام للبحث عن حل للمشكلة الطائفية خارج إطار مباحث أمن الدولة, بل إنه لعب على هذا الوتر كثيرا ليحقق الفرقة التي تتيح له استخدام قانون الطوارىء فوق أجساد المصريين.
والكل يعلم أن عهد مبارك هو الأسوء في مؤشرات التنمية الاقتصادية والاجتماعية, وهو ما انعكس على طريقة تفكير الكثير من المصريين الذين لجأوا للدين كملاذ يعطيهم هروبا من ضغوط الحياة اليومية, هو أفيون إذن وليس التزاما بتعاليم الدين. فالدين حينما يدخل حياة الناس حشرا وحشرجة يصبح موطىء ذلل. هذا ليس الدين بسماحته التي عرفها المصريون منذ العصر الفرعوني. لماذا لم يعد المصريون يتنفسون الدين تنفسا صحيا مع الهواء؟لماذا صار الدين عندنا كرها للآخر وطعنا فيه؟
هذه الآفة لم تكن ديدنا مصريا في يوم من الأيام, إنها آفات مستوردة علينا, جاءت مع أموال الخليج في نفس المراكب التي أسست لحقبة خليجية تتجاوز الحقبة الناصرية وتصل الخط بامتداده للمشروع الأمريكي وهيمنته على المنطقة.
هذا بعض من كثير يعتمل في صدري حول أحداث الفتنة الطائفية. أجد عفو الخاطر يسوقني إلى التفكير في جذور التشدد الديني والعلاقات المشبوهة لحقبة مبارك بإسرائيل وأمريكا. كلها أمور أجد رابطا قويا بينها, رابط يجعلني أتساءل, هل من الممكن أن تتجاوز مصر عواصف الفتن دون خسائر؟ أم أن ما يحدث لابد أن يترك جراحا غائرة في نسيج المجتمع المصري؟.

السبت، 7 مايو 2011

لأنك أنت حواء


ولي قلب ٌ
بغير الحب
نافذة ٌ
ولا قمرُ
تجرع من أيادي الغيد
كأسًا
كاد يختمرُ
هنا أسكنتُ في قلبي
هواني والهوى قدرُ
فقالت أنت طابور ٌ
من العشاق ينتظرُ
*****
تشابه كل ما ألقاه
من عنت ٍ
إذا مالت ْ
تشابهت الحروف عليَّ
ما كتبت وما قالت ْ
هنا
قد كانت الكلمات
سكِّينًا ولازالت
دماء ٌ في دروب النفس
قاتلة ٌ
وقد سالت ْ
******
أجل لابد من "هيلين"
كي تمضي بنا الأسباب ْ
ونبحر صوب "إليوم ٍ"
لنعبر وهمنا الكذاب ْ
ونلعب لعبة التاريخ
مقصلة ً
ودار يباب ْ
ونذبح في معاركنا
ضمائرنا
على الأعتاب ْ
*****
أجل لابد من حواء
كي تُطوَى لنا الرايات ْ
ويبقى دفتر الأشواق
مفتوحًا
يُعرِّي الذات ْ
متى ينسلُّ من فمنا
زئير ٌ
عاتي النبرات ْ
خسئت الآن يا أنت ِ
أنا حيُّ
وأنتِ موات ْ
*****

لأني قد سئمت الحب
مغفرة ً
وسلوانا
يراعة شِعريَ المكلوم
تنقش كل ما كان َ
سئمت هواك ِ
يا أنت ِ
سئمت النفس تحنانا
أجل أذنبتُ
لكنِّي
سألت الله غفرانا

الأحد، 1 مايو 2011

مصر وحاجتها للتعليم كمحدد لنهضتها


دخلت مصر في تيه لمدة ثلاثين عاما, خرجت فيه من سباق التقدم الحضاري, وسلمت إرادتها السياسية واستقلالية قرارها الوطني لأعدائها. وهو ما أدى بالتبعية لحالة من التردي في البنية الفكرية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية.
والمتابع لأحوال مصر خلال الثلاثين سنة, لابد أن يلحظ بعض الأمور الهامة:
ففي السياسة مثلا, غيرت مصر مواقع الأعداء الطبيعيين الذين يهددون أمنها القومي وحدودها؛ لرؤية ضيقة لصانع القرار, الذي رسم محددات للأمن القومي تخرج تماما من المنطق العقلي إلى محض خيارات بلهاء وأحيانا متآمرة.
وفي الإقتصاد, تخلصت مصر من قواها الإقتصادية واعتمدت برنامج للخصخصة أتى على الأخضر واليابس فيها, وحول مصر إلى بلد يضع المعونات الدولية بندا ثابتا في ميزانيتها.
ويستطيع المتابع ببساطة أن يعدد ترديا مماثلا, اجتماعيا وعلميا وصحيا وتعليميا. وهو ما يسمى تراجع القدرة المصرية.
وهنا سؤال..ما العمل؟ وكيف تخرج مصر من سباتها الطويل لتعود لمكانتها التاريخية والحضارية؟
الإجابة ببساطة تتلخص في تبني مشروع قومي للنهضة يرتكز على الاهتمام بالتعليم كقاطرة لشد مصر إلى الأمام, وكمحدد للطبيعة العصرية التي تحتاجها مصر للحاق بما فاتها.
فالاستثمار في البشر عن طريق التعليم لن يعيد مصر إلى العصر الحديث فحسب..بل سيعيد الاهتمام بقطاعات عريضة من المصريين تعرضوا للإهمال والغبن لثلاثين عاما, ذاقوا خلالها مرارة الجوع ومذلة الجهل وهوان المرض..وهو ذلك المثلث الشهير لتخلف الأمم (الجهل والفقر والمرض).
كما أن الاهتمام بالتعليم وبتحقيق نهضة علمية مدروسة سوف يساعد على التطور الديمقراطي الذي تسعى إليه مصر؛ فمن المؤكد أن المتعلم أكثر قدرة على استيعاب ثقافة الاختلاف واحترام الآخر وحرية الفكر, التي هي جوهر المسألة الديمقراطية. كما أن التعليم سوف يميت خرافة أن الشعب المصري غير مؤهل للديمقراطية, تلك الخرافة التي ما فتىء النظام السابق يلوكها ليل نهار, ويستخدمها في مقابل الدعوات المستمرة للإصلاح.
إن الناظر لثورة 25 يناير بعين فاحصة سوف يجد أن حجر الزاوية فيها كانوا هم أبناء الطبقة المتوسطة من المتعلمين, الذين أدركوا أن مصر تستحق أفضل مما هي عليه..فسعوا للثورة الشاملة, بدلا من استجداء النظام ببعض الاعتصامات الفئوية التي تترجى النظام أكثر مما تسخط عليه .وهذه الطبقة (المتوسطة/المتعلمة) تآكلت على مدى ثلاثين عاما إلى الحد الذي جعل الحاجة ملحة للاستثمار في التعليم لإعادة تنمية تلك الطبقة والدفع باتجاه نهضة مصرية شاملة, تخرج مصر من تيهها الطويل.