الأحد، 28 فبراير 2010

الموت مع القصيدة



أنا ما أردت الشعر



إلا كي أصوغ لك القصيدة ْ


أنت التي شقت شغاف القلب


أمنية ً وحيدة ْ


كم ظلت أحمل يا أميرة


كل أقلامي وأوراقي


وأرحل في اتجاه الريح


أبحث عن طيوفك


في ارتعاشات السماء إلى المطر


كم عدت مهزومًا


يطارد خطوه الملتاع


في بعض الإذاعات التي


قد بثت الأشواق أغنية ً


ترقرق نسجها


بالآه من "فيروزْ"


ولكم تراءى الصوت في عينيَ


ألاف الصبايا


يرتدين الطرحة البيضاء


كي ما يصبحون تمائمًا


ملأى بأعراس الأمل ْ


لكنهن يضِعْن


كي يشقى بك الغلمان ُ


والولدان شيبا


يا أنت يا وعد السماء


إلى البرية أردية ً قشيبة ْ


أنت التي


شقت جروح الماء


واحتكرت مقاصير السماء


أدعية ً مريدة ْ


أنت التي


تحيا بك الأضداد ُ


للأضداد معجزة ً شرودة ْ


يا أنت


مالك تسكنين بظلمة الآباد


لا نور الصورْ


هل أنت مثل جميع أشباحي التي


هي في المساء تزورني؟


كي نلعب النرد المخيف


على بقايا العمر


أحجية ً كئيبة ْ


هل أنت بعض رسائلي للموت؟


أسئلة ٌ بلا جدوى


طريق ٌ


في النهاية حتفه شرع ٌ


موائد للقمار


على رصيف العمر


خسران ٌ يدق


ملاحم


في انتظار"أخيل"


دون سهامه


سِفْرٌ


بأرض التيه


يحميه العمالقة الذين نخافهم


أو ألف سيفٍ


في انتظار فوارس ٍ


قد يرتدون الخزي


درعهم العتيدة ْ


أخشى بأن تبقى


كلؤلؤة المحال


وأن تبقى إجاباتي


محاورة ً بليدة ْ


أخشى على نهر المشاعر


أن يغيض الماء فيه


إلى الأبد ْ


أخشى على أيد ٍ


تدق الباب


خلف الباب صمت ٌ


لا أحد ْ


وعلى تخوم العالمين


يضيع ملأ الأرض


شعرًا


أو يزيد ْ


أنا ما أردت الشعر


إني لا أريد


يا ما ...


أردت الحب أقنوم الحياة


وما الحياة ْ ؟


عشقي يسافر في بحار الشوق


نحو الغاية الكبرى


ويرجع كافرًا مرتد ْ


ويعود يجلس في مقاهي الحزن


يرشف قهوة النسيان


يقرأ صفحة الموتى


بأخبار الصباح


يطارد دقة الخلخال


لرصيف العنوسة


يشتكي للشيخ


علّ الشيخ يفتي


بالطلاق من القدر


هو ذاك حقا


يا ربيبة ُ


مِلْحُنا


طعم الحياة


وما أمر ْ


هي ذاك مائدة العشاء


تعد كي يقعي


"يهوذا" العمر


خّوان الخطى


يمحو علامات الطريق


يخط ألواحًا


تساير مُوْضَة العهر القديم


مرائيًا


أو في ممر العمر


أصوات الخنا منه


يحيك الغدر أثوابًا


لتبدو في عيون الناس


أحلامًا جديدة ْ


أنا ما أردت الشعر


إلا أنني


قد عشت أحلم


أن أموت


مع القصيدة ْ


هناك تعليقان (2):

  1. أنت التي


    تحيا بك الأضداد ُ


    للأضداد معجزة ً شرودة ْ


    >>>>>>>>>>>>>>>>>>>>


    هي في المساء تزورني؟


    كي نلعب النرد المخيف


    على بقايا العمر


    أحجية ً كئيبة ْ


    هل أنت بعض رسائلي للموت؟


    أسئلة ٌ بلا جدوى


    >>>>>>>>>>>>>>>>

    يا الله ...
    يصيبني الاندهاش كلما تصفحت مدونتك ...
    صورك رائعة وتراكيب الكلمات مبهرة (:

    مطلع القصيدة بذكرني بقصيدة قرأتها مسبقا ..
    لكنني لا أذكرها تماما اظنها لفاروق جويدة ...!
    او قد أكون مخطئة ..لا أتذكر تماما
    لكنني لم اخطيء وزنها وموسيقاها ...
    قد أكون سمعتك تلقيها وعلقت في ذاكرتي (: (:
    تحية صادقة لقلمك ...(:
    وانتظر الجديد

    ردحذف
  2. مرة أخرى شكرا لمرورك
    أما بخصوص المطلع فربما يتشابه لا أعرف فهو يبدو لى أيضا قريبا من تيمات فاروق جويدة وإن كان كذلك فالعذر أننا ما نقول إلا معارا أو معادا من قولنا مكرورا


    أما بخصوص المزيد فأسألك الدعاء أن يصافح القديم أولا وجه الطباعة الذى انتظرته كثيرا ولست أدرى سر التأخير, لعل صديقنا المشترك شاهين يعرف أكثر منى السبب

    وعندما يخرج الديوان إلى النور سيتضح إن كان هناك جديد أو لا, فالهندسة الكيميائية الآن تملأ أكثر من وقتى بالضعف.. ولعلها تكون فرصة للعودة

    شكرا مرة ثالثة على المرور وأتمنى أن أراك قريبا

    ردحذف

اكتب