الجمعة، 25 مارس 2011

الحج في ميدان التحرير: شعر (محمد ندا)

عندما أتأمل أبيات محمد ندا أدرك أنني امام شاعر فذ, يمتلك أدواته ويطوعها ليقول ما يشاء وقتما يشاء وكيفما يشاء.
كما أني أدركت حين قرأت القصيدة حقيقة النظرية القائلة: أن التلميذ يغلب أستاذه
-إن جاز أن أكون أستاذا لمحمد-
و......
أترككم مع قصيدة محمد ندا.

(الحج في ميدان التحرير)


الآن ينزاح الستارْ

والمسرح المكشوف يجتذب الجموعْ

والعارضون استكملوا فقراتهمْ

الكل أتقن دوره وتسلسلوا حسب الظهورْ

في الفقرة الأولى يطل الشاعر الموجوع يتلو

ما تيسّر من دماء الأبرياء فيشتري

ثمنا ً قليلا من صفيرْ

ويليه فنانٌ يغني مقطعاً للموتِ

في عُرس الشهادةِ يبتغي بعض الدموعْ ْ

ويطل رأس متحفيٌ رائع بالبذلة السوداءِ

يصرخُ :شعبنا كنا نناضل خلف طاولةٍ

من الإسفنج في بحر الفساد لأجلكمْ

ويطل شيخٌ يستمد الفقه من قصر العروبةِ

كان يعتزل الحديث عن الدماء ويستفيض بطاعة الحكام

يسرف في فتاوى الفتنة العمياء

يرفع رايةً للنصر يدعو للشبابْ!!

ِومفكرٌ يستعذب التزوير يلعن كل أركان الفساد

ويستحم من الخطايا في مخاطبة الفضائيات
وزعيم أدوار البذاءة قد يمنّي نفسه
بالحج -رغم السن- في التحرير هذا العامْ

والكاتب المرموق يعلن توبةً بصحيفة الأهرامِ
يكتب صدرها بالرقعة البرّاق يفتتن العيونْ

ومقدم ال(تك شو) برأسٍ أصلعٍ

ِ ومذيعةٌ خدمت بلاط القصر

قد رجعا عن الوجبات والكنتاكي والدولارِ

والأغراضِ والطهران والإخوان في الميدانِ
ثم يباركان الثورة البيضاء والعهد الجديدْ
يا ألف وجهٍ قد تلوّن في بلادي لا مكانْ

يا ألف وجهٍ خوّن الثوّار واستعدى على الميدانْ

يا ألف وجهٍ كلكم خسر البراءة والطهارة والرهانْ

يا ألف وجهٍ قد تلوّن في بلادي لا مكان

هناك 4 تعليقات:

  1. صديقي وأستاذي
    شكر واجب لا توفه الكلمات لكل ما قدمت فى حقي
    ويكفيني فخرا أن أكون تلميذا نجيبا من تلاميذك ولا أطمح إلا لأن أصير أنجبهم على الأطلاق.
    أما عن الغلبة فهل من يرنو إلى السماء كمن يحلق فيها؟!
    دمت بكل خير

    ردحذف
  2. محمد ندا
    (:
    لا تقل هذا أنت بالفعل أفضل مني ولكنك بأدب ٍ جم تحترم ما بيننا..دمت بخير يا صديقي..
    ولك مني خالص المودة

    ردحذف
  3. مصر
    (:
    شكرا لمرورك وشكرا للإطراء
    لك تحياتي

    ردحذف

اكتب