السبت، 16 فبراير 2013

إعلان: مطلوب عمر محمد مرسي للتعيين.




القصة حكاها لي صديقي, طبيب هو تخرج في قصر العيني عن تعيين ابن أستاذ دكتور شهير في الرمد في قصر العيني.





الولد -ابن الأستاذ الشهير- لم يكن متفوقا في الدراسة وكان تقدير تخرجه لا يعطيه أفضلية في التعيين كنائب جامعي على بقية زملائه. فما كان من أبوه إلا أن عينه في المركز القومي للبحوث كباحث -بمحسوبية طبعا- فحصل الولد على دبلومة لمدة سنتين, ثم أعلن قصر العيني في الجرائد القومية -بسطوة الأستاذ الدكتور- عن حاجته لنواب جامعيين بشروط التخرج في سنة كذا (سنة تخرج الولد) وبتقدير كذا (تقدير تخرج الولد) وأن يكون قد عمل بالمركز القومي للبحوث وحصل على دبلومة كذا (مواصفات الولد حرفيا).
وبالطبع لم تنطبق تلك المواصفات إلا على بسلامته المذكور .

 تذكرت تلك القصة وأنا أسمع عن تعيين ابن الرئيس مرسي في القابضة للمطارات لأنه يجيد الإنجليزية والحاسب الآلي! وعموما لم أستغرب كثيرا فما أشبه الليلة بالبارحة.





هنا تجد تضليل الرأي العام بالقول: أن مرتب الوظيفة لا يتجاوز 900 جنيه! وجدلا لو صدقنا تلك الحكاية عن ال900 جنيه, يبقى  السؤال: هل كل أبناء مصر ممن يحملون نفس مؤهل ابن الرئيس وسنة تخرجه وتقديره, لديهم نفس الفرصة في التعيين؟!
والسؤال مازال مطروحا: ما الوظائف التي قدمها الرئيس مرسي لحملة الماجستير والدكتوراة الذين تظاهروا مرارا وتكرارا مطالبين بالتعيين؟ هل حصل أيهم على نفس فرصة ابنه الذي تخرج هذا العام فقط من الجامعة؟!
  
وهنا عمر ابن عبدالعزيز الذي جرد زوجته فاطمة بنت الخليفة عبد الملك بن مروان من حليها وجواهرها، وطلب منها أن تعطيها لبيت المال قائلا: اختاري..إما أن تردي حليك إلى بيت المال، وإما أن تأذني لي في فراقك، فإني أكره أن أكون أنا وأنت ومعك هذه الجواهر في بيت واحد.




تذكرت أيضا ابن توني بلير رئيس وزراء بريطانيا السابق, الذي قبضت عليه الشرطة وهو يقود تحت تأثير الخمر فما كان من الولد إلا أن أخفى شخصيته تماما خوفا على مركز والده.

هذا هو الفارق بين الدول التي تقيم العدل بديمقراطيتها وبين من يدعي العدل متمسحا بالإسلام.



كنت أتصور أننا نتحدث في بداهيات عندما نقول أن ابن مرسي ليس من حقه وظيفة ليست متاحة لغيره لأنه ليس أبن فلان أو علان. لكن اتضح أن البداهيات نفسها أصبحت تحتاج إلى تعريف في هذا البلد!

وفي الحقيقة إذا لم نتعلم أن المنصب مغرم وليس مغنما وأن ابن المسؤول -دون كل البشر- عليه قيود لا توضع على أبناء المواطنين العاديين فلا تنتظروا خيرا في هذا البلد.

الأربعاء، 26 ديسمبر 2012

(نص استقالتي من عضوية الوسط).

 
السيد المهندس/ أبوالعلا ماضي رئيس حزب الوسط
السادة أعضاء الهيئة العليا للحزب.

تحية طيبة وبعد ,
أتقدم أليكم باستقالتي من عضوية الحزب والتي أجلتها حتى أدليت بصوتي في الاستفتاء على مشروع الدستور.
وإنه لمن دواعي أسفي أن أترك الوسط الذي كنت عضوا مؤسسا فيه منذ 2008 ومرشحا على قوائمه في انتخابات مجلس الشعب في 2011.

إن الأمور قد جرت على نحو لم أعد أستطيع معه الاستمرار في تبني مواقف الحزب أو الدفاع عنه, فشخصيا رفضت هكذا دستور لا يرتقي لمستوى ثورة الخامس والعشرين من يناير أو ما رفعته من شعارات العيش والحرية والعدالة الاجتماعية، ولا ترقى نصوصه لتضحيات شهدائها.
ولا أرى -مثلا- مواد المؤسسة العسكرية في هذا الدستور إلا انبطاحا أمامها رفضناه يوما في وثيقة السلمي وقبلناه الآن لا أدري لماذا؟!
ولقد عاهدت نفسي أن أتبع ما أراه الحق, والحق أقول لكم إن بقائي في الوسط يحملني ما لا أطيق.
وفي النهاية أشكر الحزب في شخصكم الموقر على أوقات طيبة عايشتها بين صفوفه متمنيا لكم دوام التوفيق.

مقدمه لسيادتكم
حاتم عبدالفتاح السيد
بتاريخ: 22/12/2012

الأحد، 25 نوفمبر 2012

أكل البلوظة

دعني أرسم لك صورة مشهد في رأسي تؤرقني:

1-مرسي تلكأ في تطهير الداخلية بل بالعكس تم ترقية أحد القتلة (خالد غرابة) مساعدا لوزير الداخلية، ما يعني -ربما- حفاظا على آلة القمع كما هي!

2- مرسي خايف من تفجر الأوضاع لو إنه أخذ قرارات من هذا النوع حرصا على استتباب الأمن، وربما تلتمس له العذر. لكنه ما إن قرر تفجير الوضع فإنه ابتعد عن الداخلية وقرر الدخول في صراع مع القضاء

3- مرسي لم يكتفي بتحصين قراراته من الطعن عليها، أو حتى تحصين التأسيسية بل أيضا حصن مجلس الشورى في أمر مستغرب لأن هذا المجلس أولا لم يشترك في انتخابه أكثر من 7-10% من المصريين وثانيا لأنه بلا صلاحيات حقيقية!

.
4- لو نظرت لمسودة الدستور ستجد إن فيه مادة انتقالية خاصة باستمرار مجلس الشورى الحالي لحين فترة التجديد النصفي في 2015 بعد تسميته بمجلس الشيوخ وإعطائه صلاحيات الاعتراض على القوانين التي يصوغها مجلس النواب وأيضا التصديق على تعيينات الرئيس لمناصب من مثل رئيس الجهاز المركزي للمحاسبات ومحافظ البنك المركزي وغيرها.

5- معنى ذلك أن قرارات مرسي لم تكن لوجه الله أو الوطن بل هناك نية للحفاظ على السيطرة على مفاصل البلد تشريعيا إلى جانب تنفيذيا آخذين في الاعتبار إن الإخوان بالتأكيد لن يحصلوا على أغلبية مجلس النواب في ظل أداء هزيل لمرسي اقتصاديا -الأهم للمواطن البسيط- وبتجربة التصويت لهم في انتخابات الرئاسة التي كاد أن يخطفها منهم فلا كبيرا بحجم شفيق.

6- الدستور عندما يطرح على المواطنين سيضطرون للموافقة عليه من منطلق رغبتهم في التخلص من قرارات مرسي الديكتاتورية، لأن معنى عدم الموافقة وكأنهم راضون عن ديكتاتورية مرسي واستئثاره بالسلطات الثلاث.

7-أرى شبح خيرت الشاطر في تلك القرارات، أولا لأن الإخوان نزلوا بتكليف من قياداتهم أمام دار القضاء العالي قبل إعلان القرارات بخمس ساعات كاملة!! وهو أمر ينسف فكرة ابتعاد مرسي عن جماعته وأنه فقط يستشير مساعديه.

8- تم جر الوسط والحضارة بالوقوف في خندق واحد مع الإخوان بعد تغييب وجه خيرت الشاطر في العلن الذي كان سببا في تفجر حزازيات كبيرة طوال عام ونصف بعد أن كان يحمل ويضطلع بكل الملفات الهامة بعد الثورة، ولست أدري كيف يغيب الشاطر هكذا فجأة عن الساحة؟ هل تم سحب جميع الملفات من يده فجأة؟! هل خيرت في خلفية المشهد يديره دون أن يظهر مستفيدا من القبول الذي يحظى به مرسي في الكثير من الأوساط؟!

9- الرأي عندي أننا في خدعة كبيرة تؤسس لدولة استبداد بل وتحكم البنية السلطوية للإخوان على البلد، وما فعله مرسي مشابها تماما لما فعله عبدالناصر في 52 لمدة ستة أشهر استثنائية ثم استمر الأمر لأعوام مع فارق أن عبدالناصر لم يدعي الديمقراطية يوما!
أخيرا: كنت أقف مع مرسي بمبدأ وحيد وهو الحفاظ على التجربة الديمقراطية حتى تكتمل ثم من بعدها نختار من نشاء تأسيسا على المبدأ الذي رسخناه. لكني من بعد أن اتضح لي أن التجربة مجرد مطية للقفز على مكتسباتنا فأنا ضد مرسي من الآن.

الأربعاء، 10 أكتوبر 2012

(إعلان حداد)...إلى مينا دانيال.


التاجر المفلس يفتش في دفاتره القديمة, وأنا هو هذا التاجر المفلس :)
هذه القصيدة كنت قد كتبتها بعد أحداث ماسبيرو العام الماضي.

(إعلان حداد)

ويبشرون بقُرب موتك يا نبي الثائرين
لكنهم من فرط خِسَّتِهم
قد يعلنون حِدَادَهم!!
طوبى لمن وقفوا بميدان التثبُّت
وقت أن فرّ الذين نعُدُّهم
طوبى لهم
إن ماست الخطوات في وحل الغنائمِ
واستحل الخانعون دماءهم
طوبى...
فما كانت دماء الغائبين/الحاضرين تسيل أنهاراً
ولا يأتي الربيع
طوبى لمن وقفوا بميدان التَثَبُّت وقت أن فرَّ الجميع
كانت أهازيج الذين يهللون لموكب الطغيان تترى
والمزامير/السعادة/والطبول
كانت سواعدهم تُشمَّر عن مساءلة الشبيبة
ما دهاكم تحزنون؟
ما دهاكم تصرخون؟ 
وتضحكون لأننا بالحب والإيمان إنَّا فاعلون؟!!!
وكأننا نحن الذين يسبحون بحمد فرعون الذي أخصى البلاد
وكأننا نحن الذين يفَرقون الظلم بالمكيال والميزان
وكأننا نحن الذين يهرولون مع القطيع!!
يا هذه الأرض التي حمَلتْ سِفاحا بالذي
جعل البلاد مراتعاً للنهب 
كأننا...
من يطلقون القول بين مواطن الإفك الزنيم
أنْ كان سيدهم بلا مال
ولا يسعى لتوريث البنين
اليوم يا وطني نسيناهم كما كفروا بيوم حسابهم
سقطت غشاوة إفكهم
فالعين منّا يا قرينة كالحديد
سقطت مخايل نطقهم
والسمع منا في رؤانا
قد دنا
حتما رويداً يا قرينة فيك من حبل الوريد
لا تحزني...
يا حرة العينين إن سقط الفتى من دون أن يأتي القصاصْ
فغدا سيخرج من سراديب الشهادة غيره
في الألف ألفٌ لا يهابون الرصاصْ
ما ثمَّ غيرك يا بلادي نهتدي
إن تاه دربٌ أو توقفت المسالك بالتخوم
ما ثمَّ غير مدرعات الموت
تحصد فيك زرع العاشقين
تهشم الأحلام/تسحق ألف جمجمةٍ لثوار الحقيقة
إن تلفظت القريحة بالشجون.
لا تحزني...      
ما غير عشقك يا قرينة يخفق القلب الحنون  
فتسكب العينان ماءً في التعشق والولهْ
لا تحزني....
فغدا ستخرج وردة حمراء من كنف الردى
ليعود من بعد الأفول رحيقها
وترفُّ أنداء السماء على الحقول  
وغداً سنبحر..
ما أضاء سماءنا نجمٌ
وما حَطَّت رِحالك يا بلادي
نحو حضن الأولين
إنّا سنهزم ظلَّنا المشبوح في ركن الجدار
ونرسم التاريخ طفلاً
يلقف الأفراح في وَضَح النهار
نشمّس بعض ساعات الظلام
فتنحني للضوء أيام الوجيعة
ترتوي بالنور أدران السنين
طوبى..
لمن عرجوا على ميدان تحريرٍ بساعة عمرهم
فتوقف الزمن العنيد
لتكتب السطر الأخير دماؤهم
لكنكم من فرط خِسَّتكم
قد تعلنون حدادكم.

السبت، 22 سبتمبر 2012

أمريكا يا ويكا




المؤكد أن العقلية الأمريكية في التعامل مع الأنظمة التابعة لها قد اكتسبت خبرات أعمق من طول التمرس؛ أصبحت معها أكثر تفهما لفكرة إعطاء مساحة أوسع للشعوب.
ذلك أن طول بقاء الديكتاتور منفردا وعربدته -رغم ما فيه من نفع- في الأنظمة التابعة ليس أمرا يريح الأمريكان على طول الخط،وهو مبعث دائم للقلق من أن يؤدي لثورة تغير مسار التبعية!
الإدارة الأمريكية السابقة في عهد بوش الابن مثلا ضغطت على مبارك من أجل إحداث تغيير نوعي في هيكل النظام خشية حدوث ما حدث فعلا في 25 يناير 2011
وانتخابات مجلس الشعب 2005 كانت ثمرة ضغط الإدارة الأمريكية على مبارك.إلا أن فوز الإخوان بمقاعد البرلمان -وجزء منه قصده مبارك ليعطي إيحاء أن لا بديل لحفظ مصالح أمريكا إلا بوجوده- جعلهم يتقهقرون!
اكتشفت الإدارة الأمريكية أن بحر السياسة في مصر جف -على حد تعبير هيكل- وأن بديل مبارك "الإخوان" بديل تحتاج معه أمريكا لتغيير نمط التبعية.
ستتغير التبعية السياسية الأصيلة الملحقة بتبعية اقتصادية إلى -ربما- نمط تبعية اقتصادي في ذيله السياسي وهو أمر يمكن تفهمه مع عقلية إخوانية تختلف مصالحها السياسية عن مبارك الراضي بغياب دور مصر الإقليمي. وهو أمر لم تكن الإدارة الأمريكية مستعدة له.
لكنها سرعان ما اكتشفت أن رفضها للقبول بتغيير قواعد لعبة التبعية المطلقة قد ينهدم كله مع فعل ثوري.
وتجدر الإشارة أن صانع القرار السياسي الأمريكي ومراكزه البحثية كان واعيا جدا لدرس التجربة الإيرانية حيث ضاعت إيران تمام من القبضة الأمريكية.
كان شاه إيران -شرطي أمريكا ورجلها الأول في المنطقة- هو كل ما تملكه أمريكا داخل إيران،ولم تكن قد فتحت أي قنوات اتصال مع غيره من قوى المعارضة وخصوصا الدينية منها.
وربما أيضا أن تأثير عودة الشاه للحكم -بعد انقلاب مصدق في الخمسينات- ببراعة وتخطيط  المخابرات الأمريكية ترك آثارا سلبية منعت قوى المعارضة في إيران من تواصلها مع أمريكا.
أن ضياع إيران "كتابع" درس تعلمته أمريكا ومخابراتها وصانع قرارها.درس جعلها تفتح قنوات اتصال دائمة مع المعارضة داخل أنظمة التبعية.
يمكن القول أن خطوط الاتصال بين أمريكا من ناحية والإخوان المسلمين من ناحية أخرى قد بدأت مبكرا في مصر لكنها تعمقت بتجربة انتخابات برلمان 2005
وأن لقاءات جرت بين بعض قيادات من الإخوان وعناصر من الداخل الأمريكي,وبالطبع كانت المباركة الإخوانية فهما يداخله الخطأ أن التغيير في مصر يمر عبر البوابة الأمريكية!
غذى هذا الفهم الإخواني المغلوط أن الجماعة نفسها إصلاحية بدرجة ممتاز،ولا تميل للصدام أو تعتنق النمط الثوري للتغيير,وهو ما بدا جليا فيما بعد من تصرفات قيادات الجماعة ما بين الخامس والعشرين من يناير والحادي عشر من فبراير ولقاءاتها بعمر سليمان وما قيل أنه اتفاقات قد جرت وقتها!
وهو الأمر نفسه الذي كان سببا في انشقاقات عديدة داخل الجماعة عزاه من خرج عن الجماعة لعدم الرضى عن تصرفات قيادات الجماعة في تلك الفترة.
إن أمريكا الآن لازالت في حالة اكتشاف لنمط العلاقة مع مصر بعد تغير نظامها الحاكم،ولازالت تقيم التجربة الجديدة في مصر وتدرسها.
أما عن مرسي -كأول رئيس منتخب- فلديه فرصة ذهبية لاكتساب مساحات من حرية الفعل والحركة ستتحدد على أساسهما شكل علاقة مصر مع أمريكا لسنوات قادمة.
ومن المؤكد أن قدرة مرسي على اكتساب أرض جديدة داخل حدود "التبعية" وقدرته على المناورة هو أمر هام ستتأطر به حدود العلاقة مع أمريكا لمن سيخلفونه في منصب الرئاسة لسنوات ستطول!
وأن التحرك في إطار "التبعية" وبسقفها الضيق -مهما اتسع- عنوان لمرحلة لن تخرج عنها مصر اللهم إلا بتحقيق نهضة شاملة يجاورها كسوف شمس الإمبراطورية الأمريكية الذي يلوح في الأفق وإن استدعى وقتا أطول لحدوثه.