الأربعاء، 8 يونيو 2011

منمنمات

لست أدري متى بدأت تلك القاعدة معي (يحدث للآخرين فقط).
أتذكر الآن عندما كنت في العاشرة -تقريبا- يعني من حوالي عشريييييييين سنة -يااااااااااااااه-  أن أحدا قال لي: عندما تمر سيارة إسعاف بجوارك..اهرش في رأسك؛ كي لا تفقد شعرك!!. مرت السنون وأنا أعتقد أن هذا يحدث للآخرين فقط, وإذا بي أسمع وأنا أسير في الشارع صوت سرينة الإسعاف, فأمد يدي لشعر رأسي فلا أجده (يبدو أنه يحدث لي أنا دائما)!!!
**********************
أجلس على شاطىء البحر في بورسعيد, عجبا لماذا لا أشعر بنفس مشاعري في كل مرة أذهب للمصيف؟! هل لأني لست في بورسعيد للاصطياف وإنما للعمل؟ أم لأني فقدت أحساسي القديم بالبحر؟!! حتى (الودع) الذي تعودت أن أوشوشه وألقي به في الماء, أمسك ب (الودع) وأقول يا رب..ثم أصمت!!! لا أجد ما أقوله ل (الودع)!! يبدو أن كل شواطيء مصر التي ذهبت إليها من أقصاها إلى أقصاها, من مرسى مطروح غربا إلى نويبع وشرم وطابا شرقا, مرورا بالإسكندرية والغردقة, وحتى جمصة وبلطيم ورأس البر (طبعا في معسكرات الجامعة), كل هذه المصايف قد استنفدت طاقتي في البوح. ويبدو أن سقراط كان محقا عندما قال: إنك لا تنزل إلى النهر الواحد مرتين!!!
******************
عجبا لمدينة بورسعيد تلك, أحيانا أشعر أني أريد أن أشعل النار في كل ما فيها ومن فيها!! وأحيانا أشعر بالدهشة منها ومن أهلها.
آخر ما اكتشفته في بورسعيد هو الجرأة الغريبة لأهلها على فعل أمور تبعث على الضحك والإعجاب -في نفس الذات نفس- (مع الاعتذار لعمرو عبدالجليل وفيلم كلمني شكرا). (ro7 hat weladak mn 3nd tant 3aida)
هكذا بكل بساطة أجد لافتة تحمل هذه الكلمات بعرض الشارع!! ما كل هذه الدهشة التي تصيبني وأنا أقرأ. لافتة أخرى (آسفة سامحني..مش قادرة أعيش من غيرك) مع قلب كيوبيد ذي السهمين.جرأة رهيبة وحب يتجاوز حدود الوجل أو الخوف؛ إلى حد التعبير هكذا على لافتة بعرض الشارع. أضبط نفسي متلبسا بالابتسام والإعجاب من هكذا فعل.
***********************
لمن أكتب؟! سؤال يبدو سهل الإجابة في ظاهره!! إلا أنه يحمل -على الرغم من بساطته- العذاب في باطنه. بعد أن عصرت مخي إلى أن خرج (عصير القصب) الذي أعشقه (:. أدركت أني أكتب لقارىء واحد هو أنا (ألم أقل أن السؤال ظاهره الرحمة وباطنه من قبلي أنا العذاب) وأي عذاب, هو عذاب الموت مع الكلمة التي أجترحها -على عيني- هو إذن  بيت الشعر الذي أعنون به المدونة والذي أقول فيه:
  (كأنك والقول..لمّا ترده..شديد اقترابٍ..بعيد المنال).
********************
(انتهت المنمنمات يا حاتم)

هناك تعليقان (2):

  1. أغلب الكُتاب والمدونون يكتبون حتى يستمرون فى التنفس.

    فبداخلهم تلك الحمم المتأججة الى لو لم تخرج فى البوح التدوينى أو قصصى ، أو حتى أضعف الإيمان فى شكل يوميات وم1كرات شخصية لماتوا متأثرين بازدحام صدورهم.

    وفكرة أن تطرق لوحة المفاتيح أو تسحب القلم على الورق هى تعبير عن رغبة دفينة أن يطالع أحدهم جنينك المكتمل الذى خرج للوجود من فضاءك ...

    أنا لا استغمى عن البوح حتى لنفسى ... وفى ظنى أنه أروع أنواع التفاعلات الإنسانية.

    ردحذف
  2. candy
    (:
    شكرا للمرور السريع أولا.
    ثانيا يبدو أنني أمام بنت تعرف ما تكتبه جيدا.
    سعادتي بالغة أنك واحدة من قلائل -هكذا أظن- يغيرون نظرتي للفتيات.
    شكرا لهذا التفاعل الإنساني (:

    تحياتي

    ردحذف

اكتب